يثير تعيين ستيفن ميران، العضو الجديد في مجلس الاحتياطي الفيدرالي، بتأثير من الرئيس ترامب، جدلاً حول مستقبل السياسة النقدية الأمريكية. ميران، الذي يتبنى مواقف تتعارض مع التيار الرئيسي في الفيدرالي، يدعو إلى خفض حاد في أسعار الفائدة على الرغم من المخاوف بشأن استمرار ضغوط التضخم.
صوّت ميران بالفعل ضد قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) بخفض سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس، مطالباً بخفض أكبر قدره 50 نقطة أساس. كما دعا إلى مزيد من التخفيضات في عام 2025، مما سيؤدي إلى خفض النطاق المستهدف لسعر الفائدة الفيدرالي إلى 2.75% إلى 3%. يتناقض هذا مع توقعات الفيدرالي نفسه، حيث تتوقع معظم التقديرات ارتفاع التضخم إلى 2.6% العام المقبل، مع ميل المخاطر نحو الأعلى.
على الرغم من إعلانه عن استقلاليته، لا يزال ميران يشغل منصب رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض في إجازة، ومن المقرر أن تنتهي فترة ولايته في الفيدرالي في يناير المقبل. يضاف إلى ذلك، أنه سبق له أن دعا إلى ربط أوثق بين نظام الاحتياطي الفيدرالي والإرادة السياسية.
لا يقتصر التهديد على استقلالية الفيدرالي على تعيينات مثل ميران، بل يمتد إلى الكونجرس، وتحديداً مجلس الشيوخ المسؤول عن الموافقة على هذه التعيينات. السؤال المطروح هو: ما مقدار السيطرة التي يرغب مجلس الشيوخ في منحها للرئيس على الفيدرالي؟
إن تفويض الاحتياطي الفيدرالي، الذي يهدف إلى "استقرار الأسعار وتحقيق التوظيف الكامل"، هو مهمة قائمة على توافق ديمقراطي تم تحديده بموجب القانون. يجب على الفيدرالي أن يثبت للكونجرس قدرته على تحقيق هذه الأهداف، وأن يوضح للجمهور كيفية الموازنة بينهما عند وجود تعارض، مع الحفاظ على دوره كحكم عادل في الاستقرار المالي.
أحد التحديات الرئيسية للفيدرالي هو شرح كيف يمكنه تخفيف المخاطر الأكبر التي قد تنتقل إلى الأسر دون دعم الأسواق والمؤسسات المالية، خاصة بعد تجربة التضخم المرتفع في عام 2022. على الرغم من هذه التحديات، لا يزال الفيدرالي يتمتع بمصداقية عالية، حيث تظل توقعات التضخم على المدى الطويل مستقرة بالقرب من هدف 2%.
أظهر الكونجرس "إهمالاً" للاحتياطي الفيدرالي في جوانب عديدة، بما في ذلك دوره في التضخم الجامح في الفترة 2021-2022. على سبيل المثال، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين (CPI) إلى 9.1% في عام 2022، وهو أعلى مستوى له منذ أربعة عقود. على الرغم من أن عوامل متعددة ساهمت في هذا الارتفاع، مثل اختناقات سلسلة التوريد والتحفيز المالي الضخم، إلا أن إشارات التضخم كانت واضحة بحلول منتصف وأواخر عام 2021، خاصة مع تسارع أسعار الخدمات.
ومع ذلك، لم يبدأ الفيدرالي في رفع أسعار الفائدة حتى مارس 2022، عندما ارتفع معدل التضخم السنوي إلى 7%. يرى بعض المحللين أن جزءاً من المسؤولية يقع على عاتق الإطار السياسي الجديد الذي اعتمده الفيدرالي في عام 2020، والذي كان "يميل نحو التضخم". كان هذا التحليل المتعمق يمكن أن يكون أساساً لقيام الكونجرس بإجراء مراجعة أو تشكيل لجنة تحقيق محايدة.
في الختام، يواجه الاحتياطي الفيدرالي قرارات صعبة في المستقبل، ويتطلب تجنب ردود الفعل السياسية السلبية المزيد من الحوار مع الكونجرس. يتطلب الحفاظ على استقلالية الفيدرالي تعزيز الشفافية، وربط توقعات أسعار الفائدة لكل مسؤول في الفيدرالي بتوقعاتهم للاقتصاد، مع التركيز على البطالة والتضخم والناتج المحلي الإجمالي.
تحذير بالمخاطر: تعكس هذه المقالة وجهات نظر الكاتب الشخصية فقط، ولا تمثل سوى مصدر مرجعي. كما أنها لا تُعَد نصيحة استثمارية أو توجيهًا ماليًا، ولا تُعبّر عن موقف منصة Markets.com.عند التفكير في تداول الأسهم، ومؤشرات الأسهم، والفوركس (العملات الأجنبية)، والسلع، والتنبؤ بأسعارها، فتذكر أن تداول عقود الفروقات ينطوي على درجة كبيرة من المخاطرة وقد ينتج عنه تكبد خسائر فادحة.أي أداء في الماضي لا يشير إلى أي نتائج مستقبلية. المعلومات المقدمة هي لأغراض معلوماتية فقط، ولا تشكل مشورة استثمارية. تداول عقود فروقات العملات الرقمية ومراهنات فروقات الأسعار محظور لكل العملاء الأفراد في بريطانيا.